قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: (وفيه أن الإمام إذا أمر بمندوب أو مباح وجب).
ونهى صلوات ربي وسلامه عليه عن قتال الأمراء ولو كانوا ظالمين، ما أقاموا الصلاة، فعن أم سلمة - رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (سيكون بعدي أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) أخرجه مسلم.
كما نهى عن الخروج عليهم ومنازلتهم وقتالهم، إلا إذا أتوا كفراً صريحاً عندنا فيه برهان من الله تعالى: فقد ثبت في الصحيحين عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه- قال: (بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في السر والعلن، وعلى النفقة في العسر واليسر والأثرة، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن نرى كفراً بواحاً، عندنا فيه من الله برهان).
وقضى - صلى الله عليه وسلم- بوجوب طاعة الأمراء وإن بلغوا في الجور إلى ضرب الرعية وأخذ أموالهم، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، فقلت: كيف أصنع إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك) أخرجه مسلم.
وبلغ من تأكيده - صلى الله عليه وسلم- على وجوب طاعة ولي الأمر أن أمر بطاعته وإن كان عبداً حبشياً، فروى البخاري عن أنس - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (اسمعوا وأطيعوا، وإن استُعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة، ما أقام فيكم كتاب الله).
و من أصول عقيدة أهل السنة، لزوم الجماعة، وهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين: الذين اجتمعوا على الكتاب والسنة، وساروا على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وباطناً.
ودلَّ على وجوب لزوم الجماعة كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} الآية.
ذكر ابن جرير - رحمه الله- في تفسيره أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (حبل الله، الجماعة).
فهذا دليل ظاهر على وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم جماعة المسلمين، ونهي صريح عن الاختلاف والتفرق.
كما قال سبحانه محذراً من الافتراق في الدين:{وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.
وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه- قال: (كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني) إلى أن قال: (قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا. فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) الحديث. متفق عليه.
قال ابن حجر - رحمه الله- في فتح الباري: (قال ابن بطال: فيه حجة لجماعة الفقهاء في وجوب لزوم جماعة المسلمين، وترك الخروج على أئمة الجور).
وكان سلف الأمة يأمرون ويحثون على لزوم الجماعة، فقد أخرج اللالكائي في اعتقاد أهل السنة، عن ثابت بن العجلان قال: (أدركت أنس بن مالك، وابن المسيب، والحسن البصري، وسعيد بن جبير، والشعبي، وإبراهيم النخعي، وعطاء بن أبي رباح، وطاؤوس ومجاهد، وعبدالله بن أبي مليكة، والزهري، ومكحولاً، والقاسم أبا عبدالرحمن، وعطاء الخراساني، وثابتاً البنائي، والحكم بن عتبة، وأيوب السختياني، وحماداً، ومحمد بن سيرين، وأبا عامر، ويزيد الرقاشي، وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء).
الواجب على كل مسلم الالتزام بمنهج سلف هذه الأمة من السمع والطاعة ولزوم الجماعة، وأن يسعه ما وسعهم، فإن الخير كل الخير في اتباعهم، وبذلك يحصل الفوز المبين والفلاح العظيم.
فإن الناس في أي زمان أو مكان لا يصلحون ولا تستقيم أمورهم وشؤونهم وهم فوضى لا سراة لهم، وجميع البشر على وجه الأرض جعلهم الله درجات فمنهم الحاكم والمحكوم والأمير والمأمور والرئيس والمرؤوس، وهذه سنة كونية من الله - عز وجل - في عباده، والمسلمون إذا طبقوا إسلامهم كاملاً ورضوا به حكماً في جميع شؤونهم فإنهم يعيشون في غاية العزة والسعادة والرفعة بإذن الله في الدنيا، ولهم في الآخرة من الله الأجر العظيم.
الإسلام خير كله على أهله العاملين به وغير العاملين، خير كله على البشرية جميعها، لم يترك فيه شيء إلا طرق، ولا مسألة أو مشكلة إلا وجد فيه الحل الأمثل. وإن من أهم الأمور التي يشطح فيها أبناء الإسلام خاصة في هذا الزمان وتزل بهم الأقدام وتتباين بهم حولها الآراء والاتجاهات والأهواء طاعة أولي الأمر وبيعتهم في جميع المجتمعات الإسلامية، ولو أنهم أنصفوا من أنفسهم واتبعوا كتاب الله وسنة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - قراءة وتدبراً واستنباطاً بعد الفهم الصحيح الذي لن يكون إلا على أيدي العلماء المخلصين الخائفين من الله - عز وجل - والذين لا تطيش بهم الأهواء والاعتبارات أياً كانت، لو فعلوا ذلك لما تفرقوا شيعاً وأحزاباً كل بما لديهم فرحون.
وإننا في هذا البلد الطيب المبارك بإذن الله محسودون بين الأمم ويوشك أن تداعى علينا تلك الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، محسودون حسد غبطة بين المؤمنين في بقاع الأرض حيث يتمنون الحياة الكريمة الآمنة التي يحكّم فيها شرع الله بيننا ويريدون أن يكون حالهم كحالنا أو أفضل، ومحسودون حسد تمني زوال هذه النعم المتعددة التي نعيشها من قبل أعداء ديننا ابتداء من بني جلدتنا أصحاب الشهوات والشبهات والمنكرات والمعاصي ثم اليهود والنصارى والشيوعيين وجميع ملل الكفر ونحله ولن يرضوا عما نحن فيه وعليه ولن يقرّ لهم قرار أو يهدأ لهم بال في ليل أو نهار حتى يسعوا لتقويض معالم ديننا الإسلامي الحنيف سواء منهم وبأيديهم أو بأيدي بني جلدتنا. ولكن الله حافظ دينه وناصر لأهل طاعته وهو يدافع عنهم - عز وجل - وينصرهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
والذي أريده بعد هذه التوطئة هو الذكرى التي ينتفع بها المؤمنون وشكر الله - عز وجل - على جميع النعم التي أنعم الله بها علينا وأسبغها علينا نعماً ظاهرة وباطنة، ومن تلك النعم نعمة تطبيق الشريعة الإسلامية، وهذا الترابط والتآلف بين ولاة الأمر من الحكام والعلماء وبين المؤمنين الصادقين، ومنها بشائر الخير والبركة في كل يوم تطلع شمسه إذا بالأخبار السارة التي يفرح بها المؤمنون وتنشرح صدورهم ويزداد المنافقون والكافرون بها غيظاً وحقداً وكفراً ونفاقاً، هذا التلاحم والاعتزاز بالإسلام وأحكامه الذي يزيدهم عزة ورفعة ويشيع الأمن والطمأنينة بين أفراد المجتمع، إن الشورى والاعتصام بحبل الله والتعاون على البر والتقوى من دعائم الأمن التي ننعم بها ونَتَفَيّؤُ ظلالها.
وأودُّ الإشارة إلى كلمة لذلكم العالم الورع الزاهد الذي ألقى الله محبته في قلوب العباد وجعله الله سبباً من أسباب الخير في جميع بقاع العالم لما فيه صالح الإسلام وصلاح المسلمين وقدوة يقتدى به في العلم والورع والدعوة الصادقة المخلصة والحكمة التي حرمها كثير من الناس، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، قال - تعالى -: يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَـابِ} [البقرة: 269]. ذلكم هو سماحة الوالد والعالم الفاضل عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - وجعل الجنة مثواه ونفع الله المسلمين بعلمه وفتواه إن الله سميع قريب مجيب من دعاه. اللهم آمين.
ونهى صلوات ربي وسلامه عليه عن قتال الأمراء ولو كانوا ظالمين، ما أقاموا الصلاة، فعن أم سلمة - رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (سيكون بعدي أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة) أخرجه مسلم.
كما نهى عن الخروج عليهم ومنازلتهم وقتالهم، إلا إذا أتوا كفراً صريحاً عندنا فيه برهان من الله تعالى: فقد ثبت في الصحيحين عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه- قال: (بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في السر والعلن، وعلى النفقة في العسر واليسر والأثرة، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن نرى كفراً بواحاً، عندنا فيه من الله برهان).
وقضى - صلى الله عليه وسلم- بوجوب طاعة الأمراء وإن بلغوا في الجور إلى ضرب الرعية وأخذ أموالهم، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، فقلت: كيف أصنع إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك) أخرجه مسلم.
وبلغ من تأكيده - صلى الله عليه وسلم- على وجوب طاعة ولي الأمر أن أمر بطاعته وإن كان عبداً حبشياً، فروى البخاري عن أنس - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (اسمعوا وأطيعوا، وإن استُعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة، ما أقام فيكم كتاب الله).
و من أصول عقيدة أهل السنة، لزوم الجماعة، وهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين: الذين اجتمعوا على الكتاب والسنة، وساروا على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ظاهراً وباطناً.
ودلَّ على وجوب لزوم الجماعة كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قال عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} الآية.
ذكر ابن جرير - رحمه الله- في تفسيره أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (حبل الله، الجماعة).
فهذا دليل ظاهر على وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم جماعة المسلمين، ونهي صريح عن الاختلاف والتفرق.
كما قال سبحانه محذراً من الافتراق في الدين:{وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.
وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه- قال: (كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني) إلى أن قال: (قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا. فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) الحديث. متفق عليه.
قال ابن حجر - رحمه الله- في فتح الباري: (قال ابن بطال: فيه حجة لجماعة الفقهاء في وجوب لزوم جماعة المسلمين، وترك الخروج على أئمة الجور).
وكان سلف الأمة يأمرون ويحثون على لزوم الجماعة، فقد أخرج اللالكائي في اعتقاد أهل السنة، عن ثابت بن العجلان قال: (أدركت أنس بن مالك، وابن المسيب، والحسن البصري، وسعيد بن جبير، والشعبي، وإبراهيم النخعي، وعطاء بن أبي رباح، وطاؤوس ومجاهد، وعبدالله بن أبي مليكة، والزهري، ومكحولاً، والقاسم أبا عبدالرحمن، وعطاء الخراساني، وثابتاً البنائي، والحكم بن عتبة، وأيوب السختياني، وحماداً، ومحمد بن سيرين، وأبا عامر، ويزيد الرقاشي، وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء).
الواجب على كل مسلم الالتزام بمنهج سلف هذه الأمة من السمع والطاعة ولزوم الجماعة، وأن يسعه ما وسعهم، فإن الخير كل الخير في اتباعهم، وبذلك يحصل الفوز المبين والفلاح العظيم.
فإن الناس في أي زمان أو مكان لا يصلحون ولا تستقيم أمورهم وشؤونهم وهم فوضى لا سراة لهم، وجميع البشر على وجه الأرض جعلهم الله درجات فمنهم الحاكم والمحكوم والأمير والمأمور والرئيس والمرؤوس، وهذه سنة كونية من الله - عز وجل - في عباده، والمسلمون إذا طبقوا إسلامهم كاملاً ورضوا به حكماً في جميع شؤونهم فإنهم يعيشون في غاية العزة والسعادة والرفعة بإذن الله في الدنيا، ولهم في الآخرة من الله الأجر العظيم.
الإسلام خير كله على أهله العاملين به وغير العاملين، خير كله على البشرية جميعها، لم يترك فيه شيء إلا طرق، ولا مسألة أو مشكلة إلا وجد فيه الحل الأمثل. وإن من أهم الأمور التي يشطح فيها أبناء الإسلام خاصة في هذا الزمان وتزل بهم الأقدام وتتباين بهم حولها الآراء والاتجاهات والأهواء طاعة أولي الأمر وبيعتهم في جميع المجتمعات الإسلامية، ولو أنهم أنصفوا من أنفسهم واتبعوا كتاب الله وسنة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - قراءة وتدبراً واستنباطاً بعد الفهم الصحيح الذي لن يكون إلا على أيدي العلماء المخلصين الخائفين من الله - عز وجل - والذين لا تطيش بهم الأهواء والاعتبارات أياً كانت، لو فعلوا ذلك لما تفرقوا شيعاً وأحزاباً كل بما لديهم فرحون.
وإننا في هذا البلد الطيب المبارك بإذن الله محسودون بين الأمم ويوشك أن تداعى علينا تلك الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، محسودون حسد غبطة بين المؤمنين في بقاع الأرض حيث يتمنون الحياة الكريمة الآمنة التي يحكّم فيها شرع الله بيننا ويريدون أن يكون حالهم كحالنا أو أفضل، ومحسودون حسد تمني زوال هذه النعم المتعددة التي نعيشها من قبل أعداء ديننا ابتداء من بني جلدتنا أصحاب الشهوات والشبهات والمنكرات والمعاصي ثم اليهود والنصارى والشيوعيين وجميع ملل الكفر ونحله ولن يرضوا عما نحن فيه وعليه ولن يقرّ لهم قرار أو يهدأ لهم بال في ليل أو نهار حتى يسعوا لتقويض معالم ديننا الإسلامي الحنيف سواء منهم وبأيديهم أو بأيدي بني جلدتنا. ولكن الله حافظ دينه وناصر لأهل طاعته وهو يدافع عنهم - عز وجل - وينصرهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
والذي أريده بعد هذه التوطئة هو الذكرى التي ينتفع بها المؤمنون وشكر الله - عز وجل - على جميع النعم التي أنعم الله بها علينا وأسبغها علينا نعماً ظاهرة وباطنة، ومن تلك النعم نعمة تطبيق الشريعة الإسلامية، وهذا الترابط والتآلف بين ولاة الأمر من الحكام والعلماء وبين المؤمنين الصادقين، ومنها بشائر الخير والبركة في كل يوم تطلع شمسه إذا بالأخبار السارة التي يفرح بها المؤمنون وتنشرح صدورهم ويزداد المنافقون والكافرون بها غيظاً وحقداً وكفراً ونفاقاً، هذا التلاحم والاعتزاز بالإسلام وأحكامه الذي يزيدهم عزة ورفعة ويشيع الأمن والطمأنينة بين أفراد المجتمع، إن الشورى والاعتصام بحبل الله والتعاون على البر والتقوى من دعائم الأمن التي ننعم بها ونَتَفَيّؤُ ظلالها.
وأودُّ الإشارة إلى كلمة لذلكم العالم الورع الزاهد الذي ألقى الله محبته في قلوب العباد وجعله الله سبباً من أسباب الخير في جميع بقاع العالم لما فيه صالح الإسلام وصلاح المسلمين وقدوة يقتدى به في العلم والورع والدعوة الصادقة المخلصة والحكمة التي حرمها كثير من الناس، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، قال - تعالى -: يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَـابِ} [البقرة: 269]. ذلكم هو سماحة الوالد والعالم الفاضل عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - وجعل الجنة مثواه ونفع الله المسلمين بعلمه وفتواه إن الله سميع قريب مجيب من دعاه. اللهم آمين.