بلا عتـــــــب... شباب الكسل أم كسل الشباب
هذان المصطلحان يشكلان لدي جدلية كبيرة و غالبا ً ما أفكر فيهما خاصة بالنظر إلى واقع شباب هذه المحافظة و كثرة فراغهم و شكواهم عن قلة العمل لذا أحببت أن أقف عليهما و أتشاطر و إياكم هذه المسألة علنا نجد حلا ً لها
. في البداية لابد و أن نعطي تفسيراً لكل ٍ منهما فالعبارة الأولى أي شباب الكسل معناها أن الكسل في شبابنا سمة و فطرة و لا يجيدون إلا اللوم و الشكوى و البحث عن شماعات يعلقون عليها كسلهم و تراخيهم . أما العبارة الأخرى فلها معنى ً مغاير للمعنى السابق فالكسل هنا عبارة عن آفة تسللت إلى نفوس الشباب نتيجة سوء أوضاع السوق و قلة فرص العمل فيه . و حتى لا أظل حائرا ً في تحديد أي من هذين المصطلحين ينتمي شبابنا فقد توجهت بهذا السؤال لعدة أعمار و شرائح فكبار السن مثلا ً أجمعوا على أن الشاب الديري شاب اتكالي و كسول و لا يقوى إلا على الشكوى و هذه الصفة فيه منذ الأزل فقلما نسمع عن انجاز ملفت للنظر أوله فائدة على المجتمع ينتج عن هؤلاء الشباب إلا من رحم ربي . أما الشباب و بنسبة ثمانين بالمئة منهم أيد نفس وجهة نظر الكبار و العشرين بالمئة الآخرين رجحوا أن الكسل دخل علينا كالآفة نتيجة لعدم توفر فرص العمل . و على اعتبار أني صاحب الفكرة فإن لي الحق في أن أدلي بدلوي فصحيح أن فرص العمل لدينا نادرة إلا أن البلد هذه الأيام تعيش نوعا ً ما حالة من التطور فقد فتحت مجالات جديدة من العمل لدى القطاع الخاص و هي حقيقة لا يستطيع أحد انكارها و أن فرص العمل لدى دوائر الدولة قليلة و لا تستطيع الحصول عليها إلا إذا كنت مدعوما ً لا يعطي هذا للشباب حجة لكي يبرروا من خلالها كسلهم فمعظم الشباب يتداولون في اجتماعات و التي غالبا ً ما تكون على طاولات المقاهي إن الشباب في المحافظات الأخرى لا يقعدون عن العمل سواء أكان في القطاع الخاص أو الحكومي إلا أن هنالك عاملاً هاما ً يشفع لهؤلاء الشباب و هو و اقع مدينتنا الاجتماعي و نظرة المجتمع المتدنية للشباب المتعلم و خاصة الجامعي إذا عمل في مهن حرفية أو عمل كبائع في محل مثلا ً و حتى لو استطاع و تمرد على هذا الواقع فإنه سيبقى متخفياً تجنبا ً لتلك النظرة و اللوم . إن الكلام في هذا الموضوع طويل جدا ً و يحتاج إلى صفحات و ليس زاوية و عملية تحديد انتماء الشباب لأي من هاتين الصفتين مسألة أريد تركها للشباب علهم يتخلصون من كلتيهما لأن أحلاهما مر .