الاستاذ عمرو خالد والمخدرات
*** الشباب و المخدرات : يبيع شرفه و يخاف من الفضيحة ***
عندما نبحث عن المعوقات التي تمنع شبابنا من الجدية والإيجابية
والمشاركة الفعالة في مشروع النهضة لا بد من أن نصطدم بالكوارث الخمس
التي تبدد طاقته و تدمر أخلاقه.. و هي المخدرات و القات و الخمور
و السجائر و الشيشة.
هذا ما يؤكده الداعية عمرو خالد من خلال مشروعه "صناع الحياة "
الذي يسعى من خلاله إلى مواجهة كل هذه المعوقات .. و يرى أن المسئولية
في هذه المهمة جماعية و أن الجهود الحكومية وحدها لا تكفى ولابد من تعاون
الأسرة و كل الجهود الأهلية في مواجهة الخطر الذي يحمل بصمات أعدائنا
حتى يدمر الشباب و ينزعوا من المجتمع قدرته على المقاومة.
سألت الداعية عمرو خالد :
ما الدور الفاعل الذي تراه لكل هؤلاء : القاضي و الشرطي و المحامى و رجل
الأعمال و الإباء و الإنسان العادي لحماية المجتمع من أفات الإدمان؟
بالنسبة للقاضي :التشديد في العقوبة و سرعة تنفيذ الأحكام.
رجل الشرطة : سرعة الاستجابة لأي بلاغ عن المتاجرين في المخدرات .
المحامى : عدم قبول أي قٌضية تخص تاجر مخدرات للدفاع عنه .
فهذا التاجر الذي تدافع عنه سيقتل ابنك.
رجل الأعمال: المساهمة في إعادة تأهيل المدمنين.
طبيب التحاليل : تخفيض تكلفة إجراء التحاليل الطبية ليتمكن البسطاء من
إجراء التحاليل لأبنائهم.
رجل الشارع : الإبلاغ الفوري عن أي تاجر مخدرات.
الشباب: تكوين فرق حماة المستقبل.
أما الوضع في الدول فهو مخيف .
إحدى الدول الصغيرة فيها 20 ألف
مدمن مخدرات.
15 % من الشباب و البنات الطلبة يتعاطون المخدرات.
22% من طلبة المرحلة الإعدادية في الوطن العربي يتعاطون المخدرات.
30% من طالبات المدارس يتعاطون البانجو .
في شهر لرمضان الماضي
مات 40 شخصاً في أحدى الدول الصغيرة نتيجة تعاطي جرعة زائدة
من المخدر، من بينهم 6 أشخاص ماتوا خلال يوم واحد و 3 من الشباب
تحت 18 سنة.
***المأساة تبدأ بسيجارة ***
و الشباب دائماً يقول إن المأساة بدأت بسيجارة و صحبة سيئة،
أو برؤية الأب يجلس مع أصدقائه في جلسة تعاطي .
و الكثير منهم يلجأ للسرقة و بيع أشياء ثمينة من بيته للحصول على المال الذي ينفق
على المخدر.
و البعض كان يظن أنه من المستحيل أن يتصور نفسه
مدمناً للمخدر ثم فجأة وجد نفسه مدمناً.
و في بعض الحالات ارتكبت جرائم قتل للأمهات بقصد السرقة للحصول على المال
لشراء المخدر، و الإدمان يدفع الرجل إلى بيع شرفة و المتاجرة بزوجته
و أخته للحصول على المال لشراء جرعة المخدر.
و أكثر من ذلك فإن المدمن يكون مستعدا ًلبيع بلاده و خيانة وطنه فيكون
عميلاً لأعداء بلاده مقابل الحصول على ثمن المخدرات.
***المخدرات ..و الخيانة***
و أكثر العملاء استعداداً لسيطرة العدو عليهم:
1 – بسبب المخدرات
2 - بسبب الجنس
3 – للحصول على المال
و العمالة للعدو شيء شديد .
المخدرات من أكثر الأسباب التي تجعل الشاب يخون بلده و يبيع أهله و دينه.
و العدو قبل أن يشرع في محاربة دولة ما، فإنه يعمل على نشر المخدرات
بين شباب هذه الدولة من خلال الحدود، حتى يسلم الجيش الذي يواجهه قبل أن
تبدأ المعركة.
***دوافع التعاطي و الإدمان ***
أين يتعاطى الشباب عادة المخدرات؟
يتعاطى الشباب المخدرات مع الأصدقاء بنسبة 82 %.
و في السيارات 45 %.
في الحفلات بنسبة 40 %
و في الحمامات 25 %
و في النوادي الليلية 15 %.
***القسوة مع المدمن لا تفيد***
ما الذي يدفع الشباب إلى إدمان المخدرات؟
أربعة أسباب :
أصحاب السوء -
التفكك العائلي
و عدم اعتناء الأهل بأبنائهم-
البطالة و الفراغ.
ثم ضعف الإيمان في القلوب .
و يجب أن ننتبه إلى أن
99 % ممن يتعاطون المخدرات بدأوا بتدخين
السجائر.
و 37 % من مدمني المخدرات قالوا في البداية إنها مرة للتجريب
و لن نعود إليها.
و 94 % من متعاطي البانجو انتقلوا إلى المخدرات الثقيلة.
أخطر شيء أن الأصحاب هم الذين يقودون إلى هذه النتيجة. و الصاحب
يعلم أن صاحبه أدمن المخدرات و لا يبلغ أهله من باب "الجد عنة"..
فتكون النتيجة أن ينتقل صاحبه من فئة المبتدئين في التعاطي
إلى فئة المدمن الكامل.
و هناك سبب أخر لانتقال المدمن المبتدئ إلى مدمن الكامل هو خوف الأهل
من الفضيحة و عدم إدخال الابن للمصحة للعلاج، و يحبس في البيت
و يعامل بقسوة، فتكون النتيجة أكثر سوءاً.
***الإعدام لا يكفى.. ***
ما الحل؟ .. و كيف يمكن السيطرة على تعاطي المخدرات؟
الأمم المتحدة و حكومات العالم اتفقوا على ثلاث وسائل لمحاربة المخدرات:
- منع التجار من جلب المخدرات و عرضها للمستهلك و تجفيف الينابيع
بمنع الزراعة و التهريب.
- تخفيف الطلب بخلق عزيمة ووعى بين الناس للإعراض عن المخدرات.
- تشديد العقوبات من خلال التشريع و القضاء حتى تقل المغامرة
بالاتجار و التعاطي.
دور رجال الشرطة هو منع وصول المخدرات إلى الناس،
و أنا أرجو منهم سرعة الاستجابة لأي بلاغ يصلهم من أي مواطن عن المخدرات،
و أنا أطلب منهم ذلك إرضاء لله و مشاركة في صناعة الحياة.
بهذا نغلق الحلقة الثانية عليهم.
هذه المشكلة لا يمكن أن تحل بالحكومة وحدها أو برجال القضاء وحدهم.
و لا يمكن أن تحل بجهود الناس الذاتية وحدهم، لكن لابد أن تتكامل الحلقات
الثلاث.
***مسؤولية الناس***
ما المطلوب من الناس إذاً؟
الأمم المتحدة أعلنت أنه مهما بلغت الحكومة من قوة و بذلت الشرطة من جهد
في بلد ما، فلن تستطيع مصادرة أثر من30% من المخدرات، فالحكومة لن تعين
مخبراً يراقب تصرفات كل مواطن. و قد أعلنت الأمم المتحدة أن أي إستراتيجية
تقوم على الضبط فقط و منع العرض و التجارة بالمخدرات هي إستراتيجية
غير كاملة. و أنه لا يمكن فعل ذلك إلا بجهود الشعوب .. و قد نظمت الأمم
المتحدة اجتماعاً طارئاً عام 98 بحضور 30 رئيس دولة، قرروا خلاله أن الجهود
الحكومية لا يمكن وحدها أن تكفى و لابد من تكثيف الجهود الشعبية
في الجمعيات الأهلية.
و الصين لها تجربة غير عادية في محاربة المخدرات ..
ففي القرن الماضي وجدت أوروبا أن الصين تغزوها بمنتجاتها ، بينما هي عاجزة
عن تصدير أي شيء للصين، و هم يدركون أن المستورد عادة ما يكون تابعاً
للذي يصدر له. فبدأت تتآمر على الشعب الصيني و بدأت تنشر تعاطي الأفيون
إلى الصين و انتشرت تجارته.
و لجأت الحكومة الصينية إلى تعيين مسئول عن منع الاتجار في المخدرات،
و جمع التجار الأوروبيين و طردهم ،و أحرق في يوم واحد 20 ألف صندوق للأفيون
فبدأت أوروبا حرباً على الصين أخضعتها بموجبها لاتفاقية شديدة ،
و عاد الأفيون أثر مما كان.
ووجدت القيادة الصينية أن الأفيون يفتك بالشعب الصيني، فعينت في كل مدرسة
و مصنع و قرية متطوعاً من الناس مهمته تذكير الناس و توعيتهم بأضرار
الأفيون على الصحة و على الاقتصاد .
و بدأت معدلات التعاطي تنخفض بسبب جهود الناس انخفاضاً مذهلاً.
نحن نستطيع أن نتحمل المسئولية و نفعل ما فعلته الصين.
النبي صلى الله عليه و سلم يقول
" كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته. الحاكم راع و هو مسئول عن رعيته.
و الرجل راع في أهل بيته و هو مسئول عن رعيته،
و المرأة راعية في بيتها و مسئولة عن رعيتها.
حتى الخادم راع في مال سيده.
الكل راع و الكل مسئول عن رعيته".