.العالم قبل البعثه
قد يألف المرء النعمة، وقد تأنس عيناه النور؛ لكنه لن
يعرف حمدًا حتى يدرك
سلب النعمة وفوات النور، والناظر فى دنيا الإسلام لن يعرف فضله حتى
يبصر كيف تهاوى
الإنسان فى القرنين السادس والسابع فى أودية الظلم، وكيف تردى فى درب الشيطان، حين فقد
عقله، وخفت فى الصدر نور قلبه، وجعل على عينيه غشاوة كفر تحجب عنه الإيمان. ذلك ما وصل إليه الأمر
فى الحضارات السابقة المختلفة، وما وصل إليه الحال فى أمم العرب قبل البعثة.
- الحضارات السابقة:
ما أشقى الإنسان حين يبتعد عن منهج ربه، يزعم أنه يعلى
من شأن عقله، ويحرر
إرادته، فإذا عقله يرتع فى أودية الضلال، ويحشى بالأساطير
والخرافات، وإذا هو
مكبل بقيود أطماعه وشهواته، وشرائعه العقيمة التى سنها لنفسه، ثم أنت تتلفت فى دياره التى خلف،
وآثاره التى ترك، تبحث عن حضارته، فلا تجد إلا أحجارًا منحوتة، ورسومًا منقوشة، وأعمدة شاهقة،
وأبنية سامقة، فإذا فتشت عن الإنسان وجدته حائرًا ضائعًا ليس فى قلبه إلا الجزع، وما فى عقله إلا الخواء، فأين الحضارة إذن؟!
ذلكم ما آل إليه أمر العالم قبل البعثة. الفرس فى المشرق، والروم فى المغرب، ثم إذا أنت توغلت فى
آسيا صادفتك أممها الوسطى، ثم الهند والصين فى أقصى شرقها، فإذا أنت عرجت إلى أوروبا لم تجد ما يبهج فؤادك، وقد تتساءل عن
حملة رسالة موسى
-عليه السلام-، فلا تجد أمامك إلا اليهود وهم فى أشقى
حال، وقد تأخذك
قدماك إلى الحبشة فى إفريقيا، أو إلى مصر أقدم الحضارات، فلا تجد فى
هذا القرن
الميلادى السادس إلا ما يدمى قلبك ويدمع عينيك، لكن لعلها كانت ظلمة الليل البهيم التى تنبئ عن
فجر يشرق بعدها!.
الموضوع منقول شكرا لصاحبه
قد يألف المرء النعمة، وقد تأنس عيناه النور؛ لكنه لن
يعرف حمدًا حتى يدرك
سلب النعمة وفوات النور، والناظر فى دنيا الإسلام لن يعرف فضله حتى
يبصر كيف تهاوى
الإنسان فى القرنين السادس والسابع فى أودية الظلم، وكيف تردى فى درب الشيطان، حين فقد
عقله، وخفت فى الصدر نور قلبه، وجعل على عينيه غشاوة كفر تحجب عنه الإيمان. ذلك ما وصل إليه الأمر
فى الحضارات السابقة المختلفة، وما وصل إليه الحال فى أمم العرب قبل البعثة.
- الحضارات السابقة:
ما أشقى الإنسان حين يبتعد عن منهج ربه، يزعم أنه يعلى
من شأن عقله، ويحرر
إرادته، فإذا عقله يرتع فى أودية الضلال، ويحشى بالأساطير
والخرافات، وإذا هو
مكبل بقيود أطماعه وشهواته، وشرائعه العقيمة التى سنها لنفسه، ثم أنت تتلفت فى دياره التى خلف،
وآثاره التى ترك، تبحث عن حضارته، فلا تجد إلا أحجارًا منحوتة، ورسومًا منقوشة، وأعمدة شاهقة،
وأبنية سامقة، فإذا فتشت عن الإنسان وجدته حائرًا ضائعًا ليس فى قلبه إلا الجزع، وما فى عقله إلا الخواء، فأين الحضارة إذن؟!
ذلكم ما آل إليه أمر العالم قبل البعثة. الفرس فى المشرق، والروم فى المغرب، ثم إذا أنت توغلت فى
آسيا صادفتك أممها الوسطى، ثم الهند والصين فى أقصى شرقها، فإذا أنت عرجت إلى أوروبا لم تجد ما يبهج فؤادك، وقد تتساءل عن
حملة رسالة موسى
-عليه السلام-، فلا تجد أمامك إلا اليهود وهم فى أشقى
حال، وقد تأخذك
قدماك إلى الحبشة فى إفريقيا، أو إلى مصر أقدم الحضارات، فلا تجد فى
هذا القرن
الميلادى السادس إلا ما يدمى قلبك ويدمع عينيك، لكن لعلها كانت ظلمة الليل البهيم التى تنبئ عن
فجر يشرق بعدها!.
الموضوع منقول شكرا لصاحبه