- "كيف أكون ناجحا في وظيفتي؟".. سؤال يشغل بال الكثير من الشباب.. فكيف تجيب عليه البرمجة اللغوية العصبية؟
هناك قاعدة مهمة في البرمجة وهي أن "الموظف الناجح هو المستمتع بوظيفته" وبالتالي غير المستمتع لن يكون ناجحا، والبرمجة توضح كيف للفرد أن يكون ناجحا، فأولاً عليه أن يختار وظيفة متوافقة مع برامجه العقلية وأنماطه الشخصية، فقبل أن يهم الفرد بالدخول في وظيفة ما عليه أن يدرس ذاته بشكل صحيح حتى لا يتعب ويُتعب الآخرين من حوله، وذلك يتحقق من القراءة وتثقيف النفس كما أن الإنترنت عليها اختبارات عقلية وشخصية إلى جانب الإجابة، كما يمكن ذلك بسؤال خبير متخصص في البرمجة.
وثانيا على الفرد أن يكون مدركا تماما للوصف الوظيفي وواجباته الوظيفية وما يجب أن ينجزه، وثالثا هناك شيء هام فليست الوظيفة مجرد روتين بتأدية واجبات يومية، نعم هناك وظائف كثيرة بها روتين لكن على الفرد أن يسأل نفسه ما الجديد الذي يمكنني أن أقدمه وما والذي أبدع فيه، أي يجب أن يكون هناك تفكير خارج الصندوق، وذلك يمكن من خلال وضع خطة سنوية عنوانها ماذا أنتج كل شهر.
- الأزمة الاقتصادية طالت الدول العربية والكثير من الشركات تقلل عمالتها.. فكيف يمكن للبرمجة أن تفيد الشاب القلِق على مستقبله؟
البرمجة في ظل هذه الأزمة تستطيع أن توجه الشخص كيف يدير نفسه في هذا الموقف ويتكيف معه، والبرمجة هنا تفيد الطرفين صاحب العمل أو المدير وأيضا العامل أو الموظف، فالموظف هنا عليه في هذه الفترة من انهيار السوق أن يضع نفسه في مكان صاحب العمل وتسمي البرمجة ذلك التفكير عن طريق "مواقع الإدراك الأخرى" أي يفكر ماذا لو كنت مكان صاحب الشركة؟، وهذا يجعله لا يتعامل بتعنت مع قرارات الشركة.
فالموظفون سيختلفون في ردود أفعالهم إذا تضررت شركتهم، وهنا تحاول البرمجة أن تقول أن هناك طرق أخرى للتكيف فإذا كنت بارعا في مجالي يمكنني البحث عن وظيفة أخرى في نفس المجال لدى شركة ما زالت لديها مشاريع، أو أقبل العمل براتب أقل حتى تمضي هذه الفترة الزمنية، كما يمكن الانتقال من المدينة التي يعمل بها الشاب إلى مدينة أخرى غير متضررة ومحاولة الحصول على وظيفة فيها، أو أفكر لشركتي في خط إنتاج آخر مما يوجد دَخل للشركة.
كذلك ينطبق نفس الأمر على المدير فبدلا من أن يستغني عن موظفين من الممكن أن يقلل الراتب أو يفتح أسواقا جديدة، فالبرمجة هنا دورها أن تجعل الفرد يتعامل مع الموقف نفسيا بطريقة مختلفة.
- هناك الكثير من الشباب لا يعرفون تحديد مجال العمل الذي يناسب شخصياتهم.. فهل للبرمجة اللغوية دور لتعريف الشاب كيف يضع قدمه على الطريق الصحيح؟
في الدول المتقدمة تجري الشركات اختبارات معينة ليتعرفوا على الشخص المتقدم لهم وعليه يحددون المجال الذي يناسبه، هذه الاختبارات عبارة عن برامج تتحكم في ردود أفعال الشخص وتصرفاته، وتعرف في البرمجة بالبرامج العقلية، والتي ببساطة يمكن أن نشبهها بجهاز الكمبيوتر الذي نعطيه معلومات فتتكون معادلة لتخرج نتائج، فنفس الشيء يحدث في عقل الإنسان، فنتيجة قيمه ومعتقداته وظروفه الاجتماعية تتكون لديه برامج عقلية تحدد ردود أفعاله، كل برنامج منها مثل كفتي الميزان أو الشيء وعكسه، يتراوح بينهما الشخص بنسب معينة، فعلم البرمجة هنا يدرس هذه البرامج وبمعرفتها يمكن أن توجه الشخص لكي "يضبط" نفسه، وبالتالي يمكن أن يفيد ذاته ومن حوله.
- هل لنا أن نتعرف على أهم هذه البرامج بشكل عملي؟
هناك برامج متعددة مثل برنامج "التفصيل والإجمال" فهناك من يجيب عليك باستفاضة وتفصيل على سؤال ما، وعلى العكس هناك من يجيب إجابات مُجملة معطيا الإجابة المباشرة "من الأخر". وهناك برنامج "العائد الداخلي والعائد الخارجي"، وهذا البرنامج يربط سلوك الفرد بالعائد الذي سيحققه، فتجد أصحاب العائد الداخلي لا يعملون شيئا إلا إذا كان هناك مقابل شخصي، أما أصحاب العائد الخارجي فهم أفضل الأشخاص الذين يعملون في مساعدة الآخرين ولا يفكرون فيما سيحصلون عليه لذاتهم، وإنما يفكرون فيما سيحصل عليه من ساعدوه، وبالتالي يشعرون بالراحة النفسية عندما يساعدون الآخرين.
وهناك برنامج "المرجعية الداخلية والمرجعية الخارجية"، فأصحاب المرجعية الداخلية هم الأشخاص الذين يصدرون قراراتهم بناء على قناعاتهم دون الرجوع للآخرين أو مشاورة أي من المحيطين بهم، أما أصحاب المرجعية الخارجية، فهم يصعب عليهم إصدار قرار دون الرجوع للآخرين ودون مشاورة المحيطين بهم.
وبشكل عملي لو كان هناك شخص برامجه العقلية تقول أنه إجمالي وذو مرجعية داخلية وأنماطه تقول أنه انطوائي، فهذا يمكن الاستفادة منه في التعامل مع الحاسب الآلي أو عمل حسابي، فهي وظائف لا يشاركه فيها الآخرين ويتخذ فيها قراره بنفسه.
أما إذا كان هناك شخص تفصيلي وذو مرجعية خارجية وانبساطي فهذا ينجح في العلاقات العامة ومراكز تقديم الخدمة وخدمة العملاء وكمضيفين طيران أو أي عمل يتطلب مشاركته مجموعات أو فرق العمل.
- الكثير يبحثون دائما عن الأفضل في الوظيفة، وعلى العكس هناك من يشعر أنه لا يتطور.. فكيف تنظر البرمجة العصبية للطرفين؟
هذا تدرجه البرمجة تحت "تطوير الذات"، وهو جانب مهم جدًّا مهما كان عملنا أو تخصصنا، فنحن نؤكد في هذا الجانب على تعلم التخطيط السليم للذات، وأن نطبق المثلث الذي يتكون من ثلاثة قواعد هي أن نحافظ على قدراتنا العقلية وننميها، وأن نحافظ على قدراتنا الصحية وننميها، وأن نطور مهاراتنا الوظيفية.
ومن لا يشعر بعدم تطوره في مجاله الوظيفي فهذا شعور نابع من عدم التخطيط السليم، والصحيح أن يتم وضع خطة تطويرية ولو بسيطة لتطوير مجال وظيفته، تتضمن تطوير المهارات الذاتية في مجال العمل، وأيضا التطوير الصحي، فنحن نشاهد كثيرًا من الأشخاص يتناسون الجوانب الصحية ومع مرور الأيام يخسرون صحتهم بسبب زيادة وزنهم وتقاعسهم عن التدريب والرياضة مثلاً.
وكذلك تشمل الخطة تطوير الجانب العقلي، فهناك تدريبات يستطيع الإنسان ممارستها لتطوير ذلك، وإن لم نلجأ إلى مثل هذا نجد مع مرور الزمن أننا نفقد كثيرًا من قدراتنا التذكرية ونبدأ النسيان، لذا فخطة بسيطة تساعد على تطوير العمل عندما نعلم كيف نخطط لذاتنا.
- لكن هناك من يشعر في وقت ما أن قدراته قد أصبحت أكبر من مكان عمله وأن عليه التغيير؟
التفكير الأصح في هذه الحالة كيف أطور أنا المكان الذي بدأت فيه ومنه تطورت قدراتي وكنت مستمتعا فيه وحققت فيه نجاحات سابقة، فلا مانع أن تصبح قدراتي أكبر، ولكن أين رد الجميل، فعليّ في هذه الحالة أن أُنجح معي من علمني عملي ومن يشاركني فيه، وأن أقدم لهم نصائح، ولكن لو تطورت قدراتي وهناك من يثبط نجاحاتي فهنا مقبول أن أبحث على تغيير المكان للحفاظ على نجاحي.