ملحمتي الإلياذة والأوديسة
والالياذة التي عرفت بهذا الاسم نسبة الى اليون عاصمة مملكة طروادة ( ملحمة شعرية تضم 24 نشيدا و مجموع ابياتها 15992).
تحكي قصة الايام الواحد و الخمسين الاخيرة من السنة العاشرة لحصار الاغريق الآخيين لطروادة، وتدور احداثها حول غضب آخيل (أميرال اغريقي) ورفضه الاشتراك في القتال بسبب خلاف وقع بينه و أجممنون قائد الحملة وتذكر الالياذة انقسام الآلهة الى مؤيدين للآخيين و مؤيدين للطرواديين مما دفع اجممنون الى محاولة استرضاء آخيل ولكن الاخير يرفض رجاء صفيه بتروكلوس. ويذهب بتروكلوس الى القتال وهناك يقتل على يد هكتور أمير الطرواديين، فتثور ثائرة آخيل، ويقسم على الانتقام لصاحبه ويبر بقسمه بعد صدام بطولي مع هكتور. ويمثل آخيل بجثة غريمه ولا يتركها إلا بعد استعطاف الأب المكلوم برياموس (ملك طروادة) . وتوجه الانتقادات الكثيرة الى الالياذة ولكن مع ذلك تبقى الالياذة علامة في تاريخ الآداب الاغريقية. وعظمتها تتجلى في انتمائها الى فترة تاريخية كانت الآداب الاغريقية ماتزال بعيدة كل البعد عن ذروة ازدهارها و عظمتها.
اما الاوديسة فتتحدث عن مغامرات اوديسيوس اثناء عودته للوطن بينما زوجته المخلصة تتصدى لمحاولات الاغراء لطرح هذا الوفاء جانبا واختيار زوج جديد وهذه الملحمة تضم 24 نشيدا ويضمون 12000 بيتا تقريبا. وبالاضافة الى مميزات الالياذة تتسم الاوديسة بوحدة فنية اعمق كما تنطوي على معنى خلقي سام.
نسب الاغريق تأليف هاتين الملحمتين الى هوميروس. والخلاف يحيط بكل ما يتعلق بهوميروس فالمؤرخون يختلفون حول تاريخ ميلاده ومسقط رأسه بل وحقيقة وجوده نفسها، ويعتقد البعض ان هوميروس لم يوجد قط و انما هو شخص خرافي، وان هذه القصائد ليست من تأليف فرد واحد بل هي من نظم شعراء عديدين مجهولين. وقال آخرون بوجوده و ان اسمه الحقيقي هو ميليسيجنس وانما اطلق عليه اسم هوميروس لكونه اعمى أو لأنه وقع في أسيرا في احدي الحروب أو لأنه اهتم بتنظيم و تنسيق اشعار من سبقوه. وهناك آخرون يفصلون بين مؤلف الالياذة و مؤلف الأوديسة ويرون ان الالياذة اسبق في تأليفها من الاوديسة التي يرون انها تأخرت عنها بما لا يقل عن قرن كامل، وأدلتهم على ذلك كثيرة منها ان الالياذة تذكر البرونز أربع عشرة مرة في مقابل كل مرة يذكر فيها الحديد بينما تزداد اهمية الحديد في الاوديسة حيث يذكر البرونز اربع مرات فقط في مقابل كل مرة يذكر فيها الحديد.
ظلت الالياذة و الاوديسة تتمتعان بتقدير الاغريق في العصر الهيليني فقد ذكر احد اضياف اكسنوفون " تمني أبي أن أصبح رجلا فاضلا فأمرني أن أحفظ أشعار هوميروس عن ظهر قلب". وظل الامر كذلك حتى نهاية العصر المتهيلن ويكفي الذكر أن طاغية أثينا بيزستراتوس في القرن السادس ق.م، شكل لجنة مهمتها تخليص الالياذة من الشوائب، كما كانتا ملحمتا هوميروس هما كتابا الاسكندر الفضلين، والمعروف ايضا انهما كانتا تدرسان لتلاميذ مصر في القرن الرابع الميلادي.