الرئيسية
أحدث الصور
من طرف مملكة تايبينغ
1- عشية العاصفة
بعد حرب الأفيون عام 1840 جعل عدوان الرأسمالية الأجنبية الجديد مضافا إليه الاضطهاد الإقطاعي القديم حياة الشعب في الصين أكثر صعوبة مما سبق خلال حرب الأفيون وقام الغزاة البريطانيون بكثير من أعمال السلب والاغتصاب. وإذا اخذنا بعين الاعتبار الضرر الذي ألحقه الغزاة ونفقة الحرب التي دفعتها حكومة تشينغ فإن تكاليف الحرب الكاملة بالنسبة للصين تبدو أضخم بكثير. وهذا العبء الثقيل بكامله وقع بشكل كامل على عاتق الشعب.
لقد أصبح انتشار الأفيون مشكلة خطيرة حتى قبل الحرب وبعد الحرب استخدم الغزاة البيرطانيون والامريكيون هونغ كونغ بصورة فاضحة كقاعدة لتجارة الأفيون. ونظرا إلى ان ثمن الأفيون كان يدفع من الفضة فإن الصين كانت تدفع ما بين 20 إلى 30 مليون ليانغ من الفضة كل عام. إن زيادة تدفق الفضة زاد من أزمة ارتفاع سعرها بالعملة النحاسية.
ولقد كان الفلاحون والحرفيون يتقاضون أجورهم لقاء منتجاتهم ومجهودهم العملي بالون النحاسي وبمعدل لا يرتفع ولكن عندما يدفعون الضرائب فهم اما ان يدفعوها بالفضة أو تقدر بالفضة.
وبعد افتتاح ميناء شانغهاي ونينغبوه وشيامن (آموي) وفوتشو وميناء قوانفتشو كذلك للتجارة الأاجنبية وفق شروط معاهدة (نانجتينغ) عام 1842 تدفقت على هذه المواني المنسوجات القطنية الاجنبية والسلع الاستهلاكية الأخرى, وبسبب مناهضة اقتصاد الصين الطبيعي القائم على الاكتفاء الذاتي, وتأثير تجارة الأفيون على التجارة الأخرى. انخفضت تجارة الصين الخارجية تدريجيا لعدة سنوات متلاحقة. وحلت المنسوجات القطنية المستوردة محل السلع القطنية الوطنية الصنع وابعدت المنتجات الحرفية الصينية عن السوق.
وفي منطقة سونغجيانغ وتايتسانغ في مقاطعة جيانغسو, انخفض حجم التجارة إلى نصف ما كان عليه سابقا. وأفلست أعداد هائلة من الفلاحين والحرفيين او أصبحوا عاطلين عن العمل.
ولقد أصاب كارل ماركس عين الحقيقة عندما تحدث عن حرب الأفيون القائمة في الصين ولكي تدفع حكومة تشينغ تعويضات الحرب وتسد عجزها من الفضة لم تكتف فقط بانتزاع الفضة كلها بل فرضت ضرائب متنوعة لا نهاية لها وكانت ضريبة الأض والأعناق هي الوسلة الأساسية التي اتخذتها حكومة تشينغ لخنق الشعب. إن دفع هذه الضرائب والمكوس قد كلف الشعب حقا أضعاف ما توجب عليه دفعه بشكل نظري. ولما لم يتمكن الشعب من الدفع سلك الموظفيون المحليون مختلف الطرق لإجباره على ذلك حتى انهم لم يتورعوا عن الجلد والسجن. إن عملية الاستيلاء على الأرض والنهب من خلال ملكيتها كانتا الوسيليتن الأساسيتين اللتين تنقذ طبقة ملاك الأراضي من خلالهما استغلال الجائر للفلاحين في المجتمع الإقطاعي. وهكذا أصبحت ملكية الأرض والثروة تتركز أكثر فأكثر بينما الغالبية من الناس أخذوا يعانون الفقر والحرمان. وتبعا لحرب الأفيون تداعى التنظيم الاجتماعي والاقتصادي للصين بسبب الرأسمالية الأجنبية. ومن خلال هذا الاستغلال الشديد فقد كثير من الفلاحين ما كان لديهم من أرض زراعية صغيرة. وخلال السنوات المائة والعشرون التي سبقت حرب الأفيون اشترت اسرة مالك أرض كبير تدعى أسرة مينغ من محافظة تشانغتشيو في مقاطعة شاندونغ 46 موا من الأرض فقط خلال سبع صفقات منفصلة.
وهذه الحالة كانت صورة مصغرة عن البلاد كلها, مليون مو من الأرض وبشكل عام فإن نسبة 70% أو 80% من الأراضي كانت متركزة في أيدي طبقة ملاك الأراضي التي شكلت أقلية ضئيلة من تعداد السكان. لقد أضيف للتناقضات المتزايدة في المجتمع الاقطاعي نفسه عدوان رأسمالي أجنبي اوجد تعاظما مفاجئا في تناقضات المجتمع الصيني فأصردت جمعية السماء والأرض وهي معروفة أيضا باسم الثالوث.
حيثما يوجد اضطهاد توجد مقاومة, ففي الأربعينات من القرن التاسع عشر هبت ثورات الفلاحين والحرفيين في كل مكان ونادت للقوميات الأقلية أيضا.
وقد شنت معظم هذه الانتفاضات ونظمت من قبل الجمعيات السرية الشعبية المعادية للسلالة الحاكمة. وكان من اكبر هذه الجمعيات السرية جمعية السماء والأرض.
1- عشية العاصفة
بعد حرب الأفيون عام 1840 جعل عدوان الرأسمالية الأجنبية الجديد مضافا إليه الاضطهاد الإقطاعي القديم حياة الشعب في الصين أكثر صعوبة مما سبق خلال حرب الأفيون وقام الغزاة البريطانيون بكثير من أعمال السلب والاغتصاب. وإذا اخذنا بعين الاعتبار الضرر الذي ألحقه الغزاة ونفقة الحرب التي دفعتها حكومة تشينغ فإن تكاليف الحرب الكاملة بالنسبة للصين تبدو أضخم بكثير. وهذا العبء الثقيل بكامله وقع بشكل كامل على عاتق الشعب.
لقد أصبح انتشار الأفيون مشكلة خطيرة حتى قبل الحرب وبعد الحرب استخدم الغزاة البيرطانيون والامريكيون هونغ كونغ بصورة فاضحة كقاعدة لتجارة الأفيون. ونظرا إلى ان ثمن الأفيون كان يدفع من الفضة فإن الصين كانت تدفع ما بين 20 إلى 30 مليون ليانغ من الفضة كل عام. إن زيادة تدفق الفضة زاد من أزمة ارتفاع سعرها بالعملة النحاسية.
ولقد كان الفلاحون والحرفيون يتقاضون أجورهم لقاء منتجاتهم ومجهودهم العملي بالون النحاسي وبمعدل لا يرتفع ولكن عندما يدفعون الضرائب فهم اما ان يدفعوها بالفضة أو تقدر بالفضة.
وبعد افتتاح ميناء شانغهاي ونينغبوه وشيامن (آموي) وفوتشو وميناء قوانفتشو كذلك للتجارة الأاجنبية وفق شروط معاهدة (نانجتينغ) عام 1842 تدفقت على هذه المواني المنسوجات القطنية الاجنبية والسلع الاستهلاكية الأخرى, وبسبب مناهضة اقتصاد الصين الطبيعي القائم على الاكتفاء الذاتي, وتأثير تجارة الأفيون على التجارة الأخرى. انخفضت تجارة الصين الخارجية تدريجيا لعدة سنوات متلاحقة. وحلت المنسوجات القطنية المستوردة محل السلع القطنية الوطنية الصنع وابعدت المنتجات الحرفية الصينية عن السوق.
وفي منطقة سونغجيانغ وتايتسانغ في مقاطعة جيانغسو, انخفض حجم التجارة إلى نصف ما كان عليه سابقا. وأفلست أعداد هائلة من الفلاحين والحرفيين او أصبحوا عاطلين عن العمل.
ولقد أصاب كارل ماركس عين الحقيقة عندما تحدث عن حرب الأفيون القائمة في الصين ولكي تدفع حكومة تشينغ تعويضات الحرب وتسد عجزها من الفضة لم تكتف فقط بانتزاع الفضة كلها بل فرضت ضرائب متنوعة لا نهاية لها وكانت ضريبة الأض والأعناق هي الوسلة الأساسية التي اتخذتها حكومة تشينغ لخنق الشعب. إن دفع هذه الضرائب والمكوس قد كلف الشعب حقا أضعاف ما توجب عليه دفعه بشكل نظري. ولما لم يتمكن الشعب من الدفع سلك الموظفيون المحليون مختلف الطرق لإجباره على ذلك حتى انهم لم يتورعوا عن الجلد والسجن. إن عملية الاستيلاء على الأرض والنهب من خلال ملكيتها كانتا الوسيليتن الأساسيتين اللتين تنقذ طبقة ملاك الأراضي من خلالهما استغلال الجائر للفلاحين في المجتمع الإقطاعي. وهكذا أصبحت ملكية الأرض والثروة تتركز أكثر فأكثر بينما الغالبية من الناس أخذوا يعانون الفقر والحرمان. وتبعا لحرب الأفيون تداعى التنظيم الاجتماعي والاقتصادي للصين بسبب الرأسمالية الأجنبية. ومن خلال هذا الاستغلال الشديد فقد كثير من الفلاحين ما كان لديهم من أرض زراعية صغيرة. وخلال السنوات المائة والعشرون التي سبقت حرب الأفيون اشترت اسرة مالك أرض كبير تدعى أسرة مينغ من محافظة تشانغتشيو في مقاطعة شاندونغ 46 موا من الأرض فقط خلال سبع صفقات منفصلة.
وهذه الحالة كانت صورة مصغرة عن البلاد كلها, مليون مو من الأرض وبشكل عام فإن نسبة 70% أو 80% من الأراضي كانت متركزة في أيدي طبقة ملاك الأراضي التي شكلت أقلية ضئيلة من تعداد السكان. لقد أضيف للتناقضات المتزايدة في المجتمع الاقطاعي نفسه عدوان رأسمالي أجنبي اوجد تعاظما مفاجئا في تناقضات المجتمع الصيني فأصردت جمعية السماء والأرض وهي معروفة أيضا باسم الثالوث.
حيثما يوجد اضطهاد توجد مقاومة, ففي الأربعينات من القرن التاسع عشر هبت ثورات الفلاحين والحرفيين في كل مكان ونادت للقوميات الأقلية أيضا.
وقد شنت معظم هذه الانتفاضات ونظمت من قبل الجمعيات السرية الشعبية المعادية للسلالة الحاكمة. وكان من اكبر هذه الجمعيات السرية جمعية السماء والأرض.
